لعبة المزرعة السعيدة لعبة الفراخ

انفتاح أم أزمة أخلاق؟

انفتاح أم أزمة أخلاق؟
 

كثيرا ما نسمع من آباءنا كيف كانت حياتهم في الماضي، و كيف تغير الناس في يومنا هذا.
لا يختلف أجدادنا و آباءنا في نعت هذا الزمان بأنه زمان "بوحمارة" الذي تحدثوا عنه في ما مضى ، فبوحمارة حسب روايتهم سيأتي و يجر معه الكثير من الناس و الذي قد يتفق الكثير منهم على أنه "التلفاز " . و لا شك في أن التلفاز قد أحدث ثورة كبيرة في الفكر و الوعي الإنساني حيث أن نقل الصورة عبر الشاشة إلى الإنسان البسيط الذي قد يقضي أوقات طويلة و هو يشاهد ما جادت عليه الفضائيات أو الفضاحيات إن صح التعبير . و في المغرب كما في باقي أنحاء المعمور غزت ثقافة الأطباق و المستقبلات الفضائية و معها ثقافات شعوب أخرى أخذنا منها كل شيء ، و كلنا يعلم و يتذكر أيام الأفلام المكسيكية و أخيرا التركية التي استحوذت على العقول و من تم الأجساد التي أصبحت تتفنن في تقليد كبار الممثلين و المشاهير ...و للآسف الشديد فالقليل من الناس من يستفيد من برامج هادفة يتم بثها و عرضها على الشاشات و هنا لا اقصد البرامج الدينية التي غالبا ما يتم استغلالها لأهداف شخصية ربحية محضة ، بل أقصد كل البرامج التي تسعى إلى تنوير العقل و مده بالمعلومة و الخبر الجيد الخالي من الحسابات الضيقة و الوصفات الجاهزة. و للتأكد من خطورة الوضع ما عليك سوى القيام بجولة في شوارع المدينة آو النقاش مع احدهم لترى كم آثرت وسائل الاتصال المرئية بالخصوص على ثقافة بلدنا و أصبحت تضرب في ارث آباءنا . هل نحن إذا أمام انفتاح أم أننا نعيش أزمة أخلاق تضرب في مرجعيتنا الإسلامية ... قد يكون الجواب صعبا لكننا نعود لنستحضر مقولة قديمة يرددها الآباء دوما " حين حاول الغراب تقليد مشية الحمامة فلم يستطع، فنسي مشيته"...

بقلم: عبد الفتاح شطاط – باحث في علم الاجتماع-


هناك 3 تعليقات:

إحصائيات المدونة

لعبة من سيربح المليون لعبة زوما